ماهي الكتابة؟

الكتابة هي رحلة تبدأ من أعماق اللاوعي، حيث يختبئ المخزون الفكري الأكبر للإنسان، وتُستنهض تلك الكلمات والأفكار في لحظات الصفاء عند الاستيقاظ من النوم. تُظهر الدراسات النفسية والأعصاب الإدراكية أن اللاوعي يحمل قدرة تخزين هائلة، تعادل 2.5 بيتابايت من الذاكرة، ليكون مستودعاً ضخماً للأفكار والمشاعر والتجارب. نصيحة الكتابة فور الاستيقاظ تحفز على استنزاف هذا المخزون، بكتابة أي شيء يتجلى في الذهن، حتى لو كانت فكرة بسيطة أو عشوائية.

ثلاثة دقائق قراءة   |   27/01/2018

ضمن أحد النصائح التي أقنعتني بالإنصات اليها ، وكنت قد قرأتها مسبقا في جملة لأحد الكتاب الذي جذبتني عناوين كتبهم ، وهو ما كنت ابحث عنه منذ أمد ليس بالقصير عن ماهية الكتابة ، وكيفية فرز تلك المادة التي تستنهض الكاتب لسلب كلماته على أيّة اوراق كانت ، او أيّة مساحات يستطيع استخدامها وهي جملة " الكتابة بين الوعي واللاوعي عند الاستيقاظ من النوم " وتعتبر الكاتبة ان هذه المرحلة هي المرحلة الصافية الوافية التي قد تأتي محملة برياح الكلمات والجمل التي نبحث عنها او تلك التي أودعتها انت في مستودع اللاوعي عند قراءاتك لكتاب او تصفحك لجريدة أو سماعك لمحاضرة ، وهذا ما كنت اعوّل عليه كثيرا دون علم مستدرك مني ، بأن اللاوعي هو المخزن الأكبر والمستودع الاستثماري الهائل في الإنسان ، والذي يجب بكل ما اوتيت من امكانية العمل على ما يزيد من انتاجيته وفاعليته في التخزين التي تسع ما يعادل 2.5 بينا بايت من الذاكرة

( التي تدرس في علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب) .

كانت الجملة التي أقنعتني بالكتابة في مرحلة اللاوعي ، ترمي فعلا الى تنظيم موعد فرز المعلومات الخاصة بالمستودع في عملية استدراج ومداهمة غير مباشرة مفادها يقول : فقط اتجه الى القلم والورقة ، وأكتب اي شي يدور في ذهنك او مخيلتك حتى لو لم يكن موضوع اصلا، كأن تكتب عن لون القلم الذي تكتب فيه ، عن لونه ، وحجمه أو حتى صناعته والتطرق الى بلد صناعته أو .. أو ... ، المهم ان تستنزف اللاوعي في اترف مراحله ، عند الإستيقاظ من النةم مباشرة ، لاأنكر ان في ذلك جانب من الصحة كبير ، ولكن مثلما أقنعتني هذه الجملة الواردة في السطر الخامس بأهمية الكتابة عند الإستيقاظ من النوم مباشرة ، هناك جميلة أخرى قد غلبت الأولى في منظوري ، " الايمان قوة عظمى " لا تحتاج الى فرد قدرات او عضلات ولا مواهب ، وعليه فإن نهوضي في مرحلة اللاوعي التي تحدثت عنها حسب الدراسات العلمية ، يجب ان تكون خالصة لوجه الله ، أُقيم بها وتر ليلة ، وأستعد فيها للقاء الباري في ركعتين ، وأبث دعوات متخالجة في صدري قبل أن انثر ما يجول ادراكي بين الوعي أو اللاوعي .